aboweaam

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

في رثاء أخي و صديقي الراحل...!! سالم بن جابر بن متعب الحريصي .. أو كما كان يُحب (جريد) ..


في رثاء أخي و صديقي الراحل...!!
سالم بن جابر بن متعب الحريصي ..
أو كما كان يُحب (جريد) ..
يا راحلين وقد سكنتم جوارحنا
ليت الفراق ما كان ولا كانت مآسينا
تبكي العيون وقد أضحت مآقلنا
فجر الصباح بلا نور يلاقينا
تغدو الرياح بلا طيب نعانقه
ويأتي النواح بلا إذن يواسينا
صارت بطاح الأرض مقفرة
وانكبت لظى الأشواق تكوينا
عفت الحياة بلا صديق أصادقه
وقد كنت لي الرقراق تسقينا
يامن كنت بكل سر أبوح له
وألقي لديه الحل يرضينا
مِتُ رفيقي بعد فقدك ميتةً
افقأ العينين مبتورة أيدينا
حسبي بأن ذكرك الطيّب باقيا
وأن الشهادة عند الله تنجينا
 
هذا الصباح مُرّ في فمي، تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة، وخواطر البوح، وتباريح السفر ...
لا الدمع يكفكف الآم الرحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، ولا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئا من السلوى.
للموت جلال أيها الراحلون، ولنا من بعدكم انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر، وقد ترهق وقد تصفو، وقد تُضحك وقد تبكي...
حتى يقدم بلا هيبة أو تردد، يختارنا واحداً إثر آخر ...
"لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".
هذا الصباح مُرّ في فمي، كل ما حولي يوحي بالذبول، حتى الكلمات تتحشرج فأستعيدها من قاع التردد لتبقي على خيط الحياة المدود.
ومن يك ذا فم مر مريض
يجد مراً به الماء الزلالا
للموت جلال أيها الراحلون. كما له مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد، نحن وحدنا من تمتد به الحياة نبكيكم، ونذرف الدمع في وداعكم، ونشيعكم لمثواكم الأخير، ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراكم بعد اليوم.
لماذا يثير الموت هذه الرهبة الكبرى؟ ولماذا نبكي الراحلين وقد امتدت بهم مراحل أخرى لمحطات أخرى انتظارا لحياة أخرى، ونحن سائرون إليها شئنا أم أبينا؟
إننا في الحقيقة لا نبكيهم لأنهم رحلوا، بل نبكي أنفسنا لأنهم تركونا وحدنا. إن كل الآمنا ودموعنا وفرقنا وقلقنا لأننا لن نراهم بعد اليوم في دنيانا، وقد كانوا بعض سلوتنا أو جزءا من حياتنا أو بقية من رفاقنا... إننا نبكي من أجلنا نحن، لا من أجلهم، لأنهم رحلوا، فلن يشعروا ببكائنا، ولن يستعيدوا شيئا مما مضى، ولن يكون بمقدورهم أن يصنعوا شيئا لأنفسهم أو لنا.
نحن إذن من يجزع لأن الراحلين انطفأت شموعهم في حياتنا، ولأن رحيلهم إعلان كبير بأن قطار العمر ماض، والأيام حبلى والقدر محتوم...
وللموت جلال أيها الباقون.
وقد حدثتني نفسي وأنا الخبير بها، مالي أراك جزعا؟ ألم تكن أشد من اليوم تجلدا وصبرا..،
مالي أراك اليوم ضعفا على ضعف حتى تكاد تتهاوى؟ وما برحت تلك النفس تؤنبني، وكأني خصمها إذا ترقرق الدمع، أو ارتج الأمر، أو تلعثمت الكلمات، أو انصرفت عن عالمي وكأني في ساعة المآل ولحظة النهايات التي لا ريب فيها.
وتذكرت شيئا قرأته يوما لإبراهيم المازني، هذا الأديب الرائع الذي رحل وهو على مشارف الستين، وترك تراثا جميلا مازلت أستعيده ما وجدت إلى ذلك سبيلا.
يقول المازني بعد أن بلغ الخمسين في كتابة" قصة حياة" ( وطال تفكيري بالموت، وخامرني خاطره، فهو لا يفارقني في يقظة أو منام، وإني لأحلم به وإن كنت بلطف الله أصبح ناسيا ما تراءى لي من الصور والأحداث في رقادي، وما غمضت عيني ليلة إلا وأكبر ظني أن افقد نفسي فلا أعود إلى الشعور بها...)
لقد أخذ هذا الهاجس المازني حتى أرقه، وهو الذي لم يكن يتسلط عليه أو يربك منامه أو ينال من صفائه. إلا انه روض النفس على القبول به والإيمان الكامل بمقتضى أن الرضا بالموت خير من الجزع منه، والإيمان به خير من التوهم بقدرة صده أو تأجيل قدره المحتوم.
وقد لا يعني القارئ أي صديق أرثي اليوم، لأنه قد لا يعرفه، ومن يعرفه حق المعرفة قلة من أصدقائه ورفاقه ومحبيه. وأنا حتى اللحظة لم اكتب رثاء في صديق وإنما كنت أرثي الأحياء قبل الأموات، والباقين عوضا عن الراحلين.
لقد أثارت فاجعة رحيله ومفاجأتها غصة في الحلق، وانحسارا لمدد الرفقة الجميلة، وانطفاء لومضة نبل إنساني. وإذا اجتمع في المرء النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق فقد ترك الدنيا وهي أحسن مما وجدها...
وفي هذا عزاء لنا وأي عزاء.
وإني كلما خطرت على نفسي خواطر الرحيل، أو مر ذكر راحل ترك الدنيا أحسن مما وجدها، وجدتني مع مصطفى صادق الرافعي أستعيد عبارته الخالدة: (أعمل عملك يا صاحبي، فإن لم تزد شيئا في الدنيا كنت أنت زائدا عليها، وإن لم تدعها أحسن مما وجدتها فما وجدتها وما وجدتك...) .
وأشهد الله أن الصديق (جريد) ترك الدنيا أحسن مما وجدها، فلم تكن حاجته وضعف حيلته في أول حياته وصروف الإنهاك التي مر بها أو مرت به، إلا دافعا جميلا لصنع الخير عندما أدركته الدنيا .. وإن فيه خصلتين أقدرهما أيما تقدير: ...
كرامة النفس ونُبل المقصد.
لقد رحل عن الدنيا وهو زائد فيها، ولم يكن زيادة عليها، وقد تركها أحسن مما وجدها.
للموت كرامات ورحمات أيها الباقون..
و"إنا لله وإنا إليه راجعون"
  
مُؤْلِمَةُ ُ تِلْكَ الصَّبَاحَاتِ ...,,
التِيْ نَبْحَثُ عَنْ مَلاَجئَ لأَرْوَاحِنَا بِهَا ....,,
فَنَتَأَمَّلُهَا بَعُمْقِ التَّائِهِيْنَ .....,
لِنَجِدَهَا مَلاجِئَ تَبْحَثُ عَنْ وَطَنٍ تَنْتَمِيْ إِلَيْهِ ...,,
لاَ صَبَاحَ يَعْزِفُنِيْ سِوَى لَحْنُ التِّيْهِ وَ الأَلَمْ ...,,

حكاية فقدي الموجع ....
سلسلة من الأحداث ..
تعصف بي للوهلة الثانية ..
ولم يبرء جرحي الأول بعد ..
حكاية (فقد)..تبان في حلقي …
غصات حيره  .. ورجفة أيد ..
وتناهيد .. في جدار القبر...
كنها ظلام الليالي ..بوحشة بيد ..
أغـلى من رحل
صغيرتي .. روحي (وئام) .. أولها ..
وأجمل ضحكة بالدنيا خالها (جريد ) ...ثانيها ..
رحمهما الله تعالى وأسكنهما فسيح جنانه..
ولا أعلم مايخبئ لي القدر بعد ..
ولن أقول إلا يارب ألطف بنا وبحالنا ..

الحقيقة التي تألمنا …
عندما يرحل الأحبّة لانصدّق أنّهم لن يعودوا موجودين في عالمنا،
لا نصدّق ولا نريد أن نصدّق أنّهم رحلوا وتركونا نعاني مرارة فقدانهم،
فكم هي مظلمة هذه الحياة،
وكم  نحزن عندما نفقد أعزّ الناس،
وكم هي مريرةٌ لوعة الأشواق إليهم،
وكم هي باردة وكئيبة ليالي العمر من دونهم …

تبقَى الذگرياتَ صورٌ رماديِه نتصفحهَا گٌلمـا زارنَا الحنيـنْ ؛ والغائِبون غصّات عالِقه بِـالحنَاجر
‏أشد الألم غصة الدعاء لميت لا تنسيك الأقدار قيمته …
‏بين رمال المقابر لنا هناك فقيدين أحرق قلوبنا رحيلهما ..
فاشتياقي لهما بحجم استحالة عودتهما لهذه الحياة … ولكن لا أقول إلا ما يرضي الله …
الحمد لله …اللهم ارحم من مزق قلبي فراقهما .. فهما تركا ثغرة في حياتي لا يملأها سواهما ..


لأننا بشر نتكون من كتلة مشاعر، فإن الوقع الأول لهذه الجملة: «انتقل إلى رحمة الله» التي عادة ما نستمع إليها منقولة عبر وسائل التواصل .. حالة من الحزن تنتابنا وتملؤنا الحسرة ،..
أما إذا ما اكتمل خبر الجملة بذكر من نعرف فإن الحزن يتضاعف، وتصبح حالة الفقد مؤلمة إذا ما كان المُخبَر عنه صديقا عزيزا..
مضاف إليها الحسرة هي التي لم تمهلني وعصفت بي دفعة واحدة لحظة اتصالي على أخي وصديقي الغالي (أبو وريف) ينعى فيها أخي وصديقي وحبيبي الغالي على قلبي كثيرًا (جريد) رحمه الله رحمة واسعة  ..

كل أوجاع الافتقاد وآلامها على الإنسان مثل السفر، والهجر بسبب الزعل، أو الهجرة من مكان إلى مكان آخر وغيرها من الأوجاع التي يخلفها الفقد يمكن مداواتها والتعايش معها ويمكن التعويل على الزمن آلة سلوان قادرة على محو آثارها بسرعة عجيبة إلا افتقاد الموت الذي تقف عنده عجلة الزمن بتوقف قلب الميت عن النبض ليبدأ اشتغال شريط الذكريات والصور والمواقف التي تشارك إنسان مع إنسان آخر في نسجها. إن فقد الموت عصي على المداواة وإن استمر الزمن يتدفق أحداثا ليشيد واقعا مختلفا غير ذلك الذي يبقي صورة من غادر دنيانا. الموت ينهي حياة شخص الميت ولكنه لا يقطع حبل الذكريات بل إنه يزيدها توهجا وحضورا ويجعل فارسنا المترجل حاضرا في أبسط تفصيلات حياتنا اليومية حضورا يهيج الذكرى فيضاعف الإحساس بالفراغ عنوانا أوحد للفقدان.

"سالم" أو كما كان يحب (جريد) الذي اختار الموت ما فتئ يطرق أبوابه ليسقينا من مرارات موته حيا بيننا يوم كنا وكان

ينفق من وقت في تسهيل حياة آخرين ! (جريد) هذا كان اسما شائعا في عوالم شتى، وفيها أجزل العطاء وأفاض إبداعا وملأ محيطه فيها عذوبة معشر ونقاء إنسانيا.!
برز في كل شيء إلا في عوالم التزلف والتسلق والأنانية فإنه سجل فيها إخفاقا ما بعده إخفاق؛ لأنها لم تكن من معدنه فـ(جريد) بنسجه لعلاقاته الاجتماعية كان ذهبا خالص..
رحمك الله أخي (جريد) وطيب ثراك.

وبحكم صداقتي المديدة معه والتي تمتد إلى أكثر من 13 عاما، وفيها تقاسمنا الفرح والشقاء يمكنني، بحق الصحبة مع الراحل وتكريما له، أن أقف مع القارئ واستل قلمي في يوم مواراة جسده الثرى مباشرة لأنثر ما به من لوعة الفقد وأرسم صورة قلمية بأهم محطات عمره في عجالة. وسأكون مقصرا لو أني لا أقدم على هذا العمل، ليس لأن "سالم"أو(جريد) يستحق ذلك، بل لأني مدين له بذلك وأكثر.

في فترة من الزمن تعززت علاقتي بـ(جريد)، واكتشفت فيه ثقل الموازين الإنسانية مقارنة بضآلة جسده ونحوله وصغر تطلعاته على المستوى الشخصي. كان قنوعا حد الشبع، وحالما بواقع أفضل حد التحليق بعيدا في سماوات العدالة الاجتماعية وسيطرة سلطان العقل والعلم على البشر كافة!!
كان الرجل على درجة عالية من الذكاء والنباهة وسعة الأفق، إلا أنه لم يوظف كل ذلك لتحقيق ثراء شخصي كان مشروعا بكل المعايير لإنجاز تلك المشاريع الإنسانية مابين إبتسامة واحتواء تفاصيل من حوله من مشاكل الحياة ..

(جريد) يا قطعة من ذاكرتي ورجلا صديقا حجبه الثرى عنا جسدا أعلم يقينا أن العين لن تكتحل بمرآك؛ لأن الموت حق وقانون طبيعي يطال بحتميته كل شيء حي، ولكني في الوقت ذاته موقن بأنك حاضر في هواء "ريع" نتنفسه بملء الرئتين وفي ثراها نبضا حيا أبد الدهر لأنك من المؤمنين بأن الأرض التي آوت مثلك تنحت للخلود معنى جديدا لعلك واحدا من عناوينه..

لن أختم حديثي عنك بتحية الوداع لأنك حي فينا وبنا ومعنا ..لقد مات طفلاً بريئاً نقياً عمره يقارب الثلاثين ربيعا!!
 
بماذا أرثيك ياصاحبي..؟؟!!
بدمع ٍ قد تحجّر في المحاجر..!!
أم بآهات ٍ مُتنَ في الحناجر..!!
أم يا ترى أرثيك بتراب ٍ ..!!
أهيله على جُثمانك الطاهر..!!؟؟
تواريت عن الورى تحت الثرى..!!
والزوايا تناديك..!!
والأماكن..!!
وتناديك المناظر..!!
أعلم بأنك لم تعد تستطيع سماعنا..!!
ولكنه صدى بوح ٍ ..!!
قد تردد في كل خاطر..!!
 هاهو هول الصدمة قد مزّق جدران صمتي..!!
فتفقست أحرفي من فم قلمي..
تبوح ببكاءك اليوم وتجاهر..!!

لم يعد للأماكن طعمٌ..!!
ولم يعد للنوم رائحة..!!
وكل الأشياء قد فقدت قيمتها..!!
حتى المعاني..!!
لم تعد تحتويها الدفاتر..!!
 أراك في كل الوجوه..ترقبنا..!!
وأرى الوجوه فيك تنعى حزننا..!!
أحس بوجودك قربي..!! ..كعادتك..!!
أنت مهما تحدثت عنك ياصاحبي..!!
أكاد لا أحصي فيك المآثر..!!

يتوه الصوت صمتاً..!!
وتنطمس الآحرف وتضيع..!!
والدموع تتوارى خجلاً خلف نظراتي..!!
وتنكسر الآهات على جدار الحزن ..!!
وما لها بعد الله ياصاحبي ..من جابر..!!
لم يعد لون الحياة مزهراً..!!
والظلام ساد أنوار النهار..!!
لم يعد شدوّ الطيور يُشجي..!!
والحزن أطبق حولنا ألف ألف جدار..!!
لم يعد للوجهات محطات..!!
تحتضن أشواق المسافر..!!

لا ياصاحبي..
لا زلنا .. أنا وصحبك نشعر بدفء الأماكن..!!
تلك التي جلسنا فيها سويةً..!!
نتجاذب أطراف الحديث ونتسامر..!!
لا ياصاحبي..
ستبقى ذكراك فينا..
تجري مجرى الدم في الشرايين..!!
وسيبقى القلب ينبض بها..!!
مهما طال غيابك..!!
بل ستبقى أنت فينا يا صاحبي..!!
ذلكـــــــــ....الأخ..
الغــــــــــــــــائب الحـاضــــــــــــر..!!

كم كنت يا "ســالــم" نموذجاً مثالياً للإنسان ..
عهدتك ذا خلق رفيع ونفس عالية ..
تأبى إلاّ التفرد والتميز ..
عهدتك بسوماً لا تفارق الابتسامة محيّاك ..
متوشحاً بلباس الوقار ..
متزيناً بزينة الأخلاق ..
عهدتك وكبير همتك يجاوز أفلاك السماء ..
يمتطي الثريا .. ويقف بقدميه على عنان السماء ..
عهدتك ملء العين .. متدرجاً في سماء الفضل ..
رحلت عنا يا "ســالــم" في يوم مبارك إن شاء الله
الاثنين ـ الثالث من الشهر الثاني من سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة …
راجياً من الله الكريم أن تكون حسن خاتمة تسعد بها أبدا ..
و إلى اللقاء يا "ســالــم"…
في جنات عدن إن شاء الله …

الدَّمْع يجري على الخدَّين أنهارا
يا"سالم"لا تَتْرك الأحباب مُختارا
والقلب تُشْعله الأحزانُ طاغيةً
يا"سالم"والَّليل يُعطي الحُزن إصرارا
والعقل بالفِكر في الأيام قادمةً
يا"سالم"أمسى على الآلام دوّارا
أراك في سُرعةٍ تَبْدو مُفارِقُنا
يا"سالم"مهْلاً وهبْ لي منك تَذْكارا
يا"سالم" إنّي يكاد الحزن يَقْتلني
فارْحَمْ فؤاداً أتاه الهمُّ تَكرارا 
يا"سالم"واليوم تَكْويني دقائقهُ
وكل واحدةٍ تُؤجِّجُ النَّارا 
قد كانت الأرض خضراءً مُنمّقةً
وها هي اليوم يُلقي الجدبُ أستارا 
إني لأذكر والإخاء جامِعُنا
أيّام سعْدٍ نشُمُّ منه أزهارا 
أيام كُنّا وهذا الكون يَرْمقنا
بنظرةٍ حسداً يودُّ إضْرارا
أيام تبدو ووجْهك الصباح بدا
يُحْيي الزهور ويقتل الكَرى ثارا 
واليوم يا"سالم"لا صبحٌ يُؤانِسُنا
ولا نسيمٌ يُعيد السَّعْد أشْبارا
يا"سالم"هل كُنتَ مُختاراً علينا وهل
يا"سالم"كنت على الأقدار جبّارا
قُلْ لي .. أجِبْني .. فإنني تَعَاوَرَني
جيشٌ من الهمِّ أدْواراً وأطوارا
فقال هوِّنْ عليك لستُ مُتّخذاً
من غيْركمْ بدلاً ولستُ مكَّارا
لكنّه القَدَر القديم قد حَضَرتْ
أغْلاله عَلَناً ولستُ مختارا
بلِّغْ أبي أنني عند الكريم فلا
يسحُّ دمْعاً فدوماً كان غفّارا
وبلِّغِ الأمَّ والأحزان تَعْصِرها
أمُّاه لا تحزني مُتِّعْتِ أعْمارا
أمُّاه إني إلى الرحمن مُنطلقٌ
والله ربي يُفيض الخير مِدْرارا
أمَّاه إنّي كباقي الناس مُرتحلٌ
فكَفْكِفي الدّمْع فالمكتوب قد صارا
وبلِّغِ الصَحْب والإخوان قاطبةً
تحيَّةً عَبَقاً وبلِّغِ الجارا
يا"سالم" إنَّا نقول والصَّدى مَعَنَا
يا ربِّ "سالم" أتاك اليوم مِغْوارا
فاغفر له الذَّنْبَ أيَّاً كان مَبْلغهُ
ما زلْت يا ربَّنا للذَّنْب غفَّارا
واجْعلْ له في مضيق القبر مُتَّسعاً
واجعل له في ظلام القبر أنوارا
واجعله يمشي إلى الجَّنات مُنطلقاً
واجعل ظِلالك في جِنانك الدّارا
وها نقول وداعاً غير منقطعٍ
يا"سالم" والموت يَسْتردُّ أخبارا
رحمك الله يــا "ســالــم"…
وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان .....
ورحم الله أمواتنا وأموات المسلمين .............
ــــــــــــــــــــــــ
التوقيع …
المُودّع  المحب الذي لن ينساك
أخوك وصديقك / أبو وئام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق